المسؤولية المدنية عن أضرار البناء المتجاوز على أراضي الدولة "دراسة تحليلة مقارنة"

تعتبرالأرض ثروة في غاية الأهمية كونها تشكل إقليم الدولة الذي هو ركن من أركانها، وتمثل في ذات الوقت قيمة إقتصادية كبيرة لحياة الشعوب، وأعطت القوانين بشكل عام أولوية خاصة لتنظيمها وتحديد السبل الكفيلة لحمايتها من كافة أشكال الإعتداء. وبالرغم من ذلك، يظهر الواقع العملي إعتداءات مستمرة على أراضي الغير لاسيما أراضي الدولة، ومن أهم صور الإعتداء على أراضي الدولة هو البناء عليها تجاوزاً دون إذن أو موافقة الدولة صاحبة الأرض، كل ذلك يحدث في ظل وجود حزمة من التشريعات التي تنظم وتحمي ملكية الأرض وحيازتها. وقد أصبح البناء المتجاوز على أراضي الدولة ظاهرة شائعة جداً وفي تنامي مستمر، وهذا التجاوز يقع من قبل الأفراد أما إضطراراً بسبب ظروفهم المعيشية القاسية وإما يحدث نتيجة إستغلال الباني لحيازته لأرض الدولة أو إن الباني يستغل نفوذه للتجاوز على أراضي الدولة بالبناء. ولا شك، إن التجاوز على أراضي الدولة بالبناء يفرز إلى جانب الإعتداء على ملكية أراضي الدولة العديد من الأضرار الأخرى والتي تصيب الأفراد العاديين كإنتشار البناء العشوائي في مراكز المدن ومخالفة ضوابط التخطيط العمراني، كما إن البناء المتجاوز في حال إتمامه من قبل الباني يثير العديد من المشاكل القانونية المتعلقة بمصير البناء المقام على أرض الدولة والمسؤولية المدنية والجنائية المترتبة على الباني تجاوزاً.