المسجد ذو الفناء الداخلي من التراث إلى المعاصرة: أدواره الوظيفية والبيئية والتشكيلية
مثل الفناء داخل المسجد في عمارته الأولى أحد أهم العناصر الوظيفية والاجتماعية الأساسية بل والبيئية، وتكون المسجد في البداية من عنصرين؛ مساحة مغطاة ومساحة أخرى مكشوفة تمثل الفناء، والذي أحيط في أغلب المساجد بالأروقة من عدة جهات، وقد احتوى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء في صورتيهما الأولى على فناء، وكانت وظيفة الفناء امتداداً لبيت الصلاة، وخاصة في مناسبات الصلوات الجامعة، ثم بعد ذلك انتشر المسجد ذو الفناء في العديد من مناطق العالم الإسلامي، مثل مسجد ابن طولون بمصر وقرطبة بالأندلس، وسامراء والمسجد الكبير بالقيروان والجامع الأزهر بالقاهرة وغيرهم. وقد كان للفناء العديد من الأدوار الوظيفية والبيئية وكذلك التشكيلية. تتناول الدراسة تاريخ وأصل ومفهوم تكون المسجد ذي الفناء، وتحليل الأنماط التاريخية المختلفة لفناء المساجد التراثية، والمفاهيم المؤثرة على تكوينه، وعلاقة الفناء بفراغات المسجد، مع توضيح للمفردات التشكيلية لعمارة الفناء وأثرها على فراغ واستعمال الفناء، ثم تتعرض الدراسة للمستجدات التي طرأت على الفناء وأدت إلى اختفائه بالمساجد التراثية. وتناقش الدراسة أدوار الفناء بالمساجد المعاصرة التقليدية وغير التقليدية، وتنتهي الدراسة بالعوامل التي أثرت على تكوين الفناء.