"تقنية صناعة الفخار في مصر القديمة" (3100-1085 ق.م)

ويُعد البحث في دراسة تقنية صناعة الفخار من المصادر القديمة الهامة المعاصرة للجنس البشري في العصور القديمة ومن مخلفاته الأثرية، ومن خلاله أدركنا النمط المعيشي للإنسان المصري القديم، يمكن القول إن البدايات الأولى للإنسان المصري القديم في العصور الحجرية الحديث أستخدم أدواته الأساسية من الحجر، إلا أنه واجهته صعوبة الحجر من ناحية ثقله وتشذيبه ومعالجته، لذا سعى المصري القديم إلى ابتكار طريقة في صنع ادواته بدون معوقات، فعمل على اكتشاف صناعة الفخار المصنوع من الطين وهذا ساعده على وجود نهر النيل وفيضانه السنوي المحمل بالطمي المادة الغنية الذي يلقيه على ضفافه، فأستغل صانعي الفخاري هذه المادة في صنع ادواته الفخارية. وتطرق هذا البحث الى عمليات التنقيبات الأثرية عن الورش في مصر التي صنعت فيه الأوني الفخارية، والمواد الأولية الهامة في صناعة الفخار، ومراحل التشكيل وتحليل الزخارف الذي نقش ورسم على الأواني الفخارية، وهذا فتح المجال عن معرفتنا بالخطاب الجمالي للنتاج الفني لصانعي الفخار المصري في عصور قبل الأسرات والعصور التاريخية، فأعطانا الوصف البدائي لهندسة الفخار قبل الأسرات التي شهدت تأسيس القرى الزراعية، والهندسة المعقدة التي رسمت على الأواني الفخارية في عهد الأسرات المصرية القديمة وما ترتبت عليه من ظهور الأنظمة الدينية والسياسية والاجتماعية واستقرار الإنسان في المجتمع المصري القديم. فضلاٌ عن مدى التطور العلاقات الإقليمية المصرية الخارجية خلال التبادل التجارة مع البلدان الأخرى، وهذا فسح الرؤية حول تأثر صانعي الفخار المصري بالأواني الأجنبية ومحاولته تقليدها مما اعطى صفة الحوار ولغة التواصل والانفتاح، وفهم مدى الأبعاد الحضارية بين مصر وبلدان الشرق الأدنى القديم.