آرَاءُ ابنِ عُدَيْسٍ اللغويّة جَمْعًا ودِرَاسَةً

تهدف هذه الدّراسة إلى تسليط الضَّوء على عالم لغويّ أندلسيّ فذّ ابنِ عُديسٍ القضاعيّ، صاحب مجموعة من مُصنفات لُغويّة فُقِدت من المكتبة العربيّة، وهي:" الباهر في المثلث مضافاً إليه المثنيات" و"شرح الفصيح" و" الصّواب في شرح أدب الكاتب"، وتتبعِ آراءه اللغويّة في المصادر التي اتكأ عليها أئمة اللغة والحديث الشّريف، وتحاول أنْ تقارن جهده بجهد غيره بما تحصل إليها من آراء. وخطّت الدراسة لنفسها منهجًا تسير عليه، فشرعت في الحديث عن ابن عديس من حيث حياته ومكانته العلميّة، ثمّ طفقت تجمع آراءه من المصادر اللغويّة وغيرها، مقسمة إيّاها وفق مباحث لغويّة مُحددة، ثمّ عكفت على دراسة هذه الآراء لتبيان المكانة العلميّة لها، ومقارنة جهد ابن عديس بجهد غيره، وتفسير الآراء قدر ما أمكن. وقد خلصت الدّراسة إلى أنّ ابن عديس عالم لغويّ فذّ، له مكانته العلميّة التي تستحق تسليط الضَّوء عليها، كما أنّ مؤلفاته المفقودة لها أثر جليّ في مؤلفات اللاحقين عليه، فضلًا على أنّ جهده لا يتمثل بالجمع، إنّما ظهر تفرده ببعض الآراء ومخالفته لآراء بعض اللغويين كقطرب وثعلب وابن قتيبة، فضلًا على أنّنا نجد الكثير من القضايا التي تناولها ولم نجدها عند شراح الفصيح وأدب الكاتب، كما أنّه أضاف بعضًا من المثنيات والمثلثات اللغويّة التي لم تُؤثَر بالكتب المختصّة بذلك.