ملامح التصوف في ديوان العارف بالله سيدي " محمد بن سليمان المستغانمي الندرومي
من الشخصيات الصوفيّة والفذّة التي تمتّعت بقدرة عالية على استيعاب كثير من المسائل الصوفيّة الشائكة، التي ذاع صيتها بين فقهاء و علماء القرن العشرين في الجزائر: العارف بالله سيدي محمد بن سليمان المستغانمي منشأ ، الندرومي دارا و قرارا ،حيث تعكس آثاره القدرة الفائقة على فهم وشرح وبيان كثير من الجزئيات ، و الظواهر التي يستعصي فهمها على أبناء عصرنا ،فقد تنوعت بين مسائل لغويّة و دينيّة و تأريخيّة ، فضلا عن أنّها تعكس آراء تربويّة هادفة مستوحاة من المعارف الكشفيّة بوصفها انعكاسا للصور بين القلب و الصلب ،و بين الشيخ و المريد ،و بين الشيخ و أحبابه ، مما جعله يمثل حلقة وصل لذاكرةٍ معرفيّة غنية بالتراث الديني والمعرفي، كما يعدّ ديوانه الشّعري واحدا من الآثار التي تزخر بأفكار وقضايا ، و مستوايات متعددة و متداخلة ، وما يلفت النظر فيه أيضا لغته التي تُغري المتلقي بارتياد أغوار دراسته من مضان مختلفة ، التي تتراوح بين مستويات متعددة ابتداء من المستوى المألوف إلى الصوفي العرفاني،لذلك تتوخى الدراسة الكشف عن تلك الملامح الصوفية في ديوان الشاعر و عن مضامين متعددة يزخر بها أهمها : الحب الإلهي ، والخمرة الصوفية ، والأفكار الفلسفية .