منذ بداية الصراع مع الحركة الصهيونية، رأى الفلسطينيون في مشروعها ما يمكن تسميته اليوم مشروعًا استعماريًا استيطانيًا على كامل فلسطين، ولم يتغير الوعي الفلسطيني على المستويات الشعبية والثقافية والسياسية حيال هذا المشروع حتى اليوم. ومع ذلك، تعاملت النخب السياسية مع الصراع منذ السنوات التي سبقت اتفاقية أوسلو (1993) وما بعدها على أنه صراع قومي ذو أبعادٍ استعمارية – استيطانية. ونتيجةً لذلك، جرى التركيز على البعد القومي، في حين خفت الخطاب السياسي الذي يُبرز الجانب الاستعماري الاستيطاني، وخفت معه أيضًا الخطاب الأكاديمي الفلسطيني، على الرغم من بقائه في الوعي الشعبي والثقافي.